Skip to main content

Posts

مقاربة مفهوم الوجود عند هايدغر و الشيرازي

Recent posts

مواعظُ الضلِّيل

  خُذيْ مَواعظَ ضلِّيلٍ قد انفَرَدَا أرادَ أن يُغْمِدَ الأشياءَ مُنجرِدَا  مضى إلى حيثُ لا يُفتِي المدى قَمَراً و لا نجوماً مضيئاتٍ تكيل هدى مبللاً بأناشيدٍ ملائكةٍ عطفاً له حين يمشي مفرداً أحدا الشعر في فمه نارٌ ممزقةٌ و الخمر في يده شهدٌ و لا شهدا يكاد أن يمسك المعنى و طائرهُ  لولا ضجيجُ مجازٍ جاء محتشدا ..! •   يمر بين حلوق الريح أغنيةً لكنه في بطون النهر رجع صدى يقول: إنَّ هلالَ الليل خنجرُهُ و الشمسَ بردتُه ما شاءَ مبتردا و سمرةَ الرملِ من أسلافِهِ أُخذتْ و البحرَ من قلبِهِ الموَّاجِ لا الزبدا و حكمةَ الطيرِ من ألحانِهِ انبَّجَسَتْ و جرأةَ الزورقِ المسحورِ إنْ وَرَدَا رؤياه لكنَّهُ ما شاءَ يَعْبُرُهَا إلا تنبَّأَ صدِّيقاً و مدَّ يدا.. • غادرتِهِ و خرافُ السحب سائبةٌ و ناقة الأفق تُرغِي بالضياء سُدَى و في مآقيه بئرٌ لا دلاءَ لهُ و بين جنبيه تابوتٌ قد افتُئِدَا ترميه أيامُه أحجارَ أسئلةٍ لعينةٍ ، كلما طوَّعنهُ مَرَدَا! لا زال من خطأٍ داجٍ ، إلى خطأٍ ضاحٍ يسير سخينَ الصدر متَّقِدَا .. مذ خيّطوا فكرة ا...

قصتان قصيرتان لماريو بينيدتِّي

الاكتشاف  (جينارو)  و( فيرمن) يعرفان بعضهما منذ أيام الدراسة ، و الآن هما في الأربعينيات . لديهما عادة أن يلتقيا عشيِّات يوم السبت في المقهى المتواضع (هوريزانتي) الكائن مقابل الحديقة .  تحدثا عن ذكريات الطفولة ، الأفلام القديمة المعادة في التلفزيون ، الكتب التي قرآها وتبادلها ، و أحياناً يتحدثان عن مواضيع يعتبرانها وجوديةً ، كالانتحار .  " لا أعتقد أني سأقتل نفسي يوماً " قال جينارو و أضاف " ما الغاية ؟ النهاية قادمة لا محالة دون أن يحاول المرء استفزازها ، ألا تعتقد ذلك ؟ "  " أنا ، على العكس من ذلك " قال فرمين " لا أجرؤ على تهوين ذلك حتماً "  " لكن ، لأي دافع ؟ عذاب ؟ مصاعبُ اقتصادية ؟ مرض ؟ خيبةُ أملٍ من غَرَام ؟ "   " لا . لا شيء من ذلك . لو كنتُ متخذاً هذا القرار في ظهيرةٍ هادئة غامضة لا تقرع فيها أجراس الكنيسة ، فسيكون ذلك محض فضول لمعرفة ماذا سيجيء بعد ذلك . من الممكن أن يكون شيئاً مدهشاً . "  " إن كان أيُّ شيءٍ هناك أصلاً ! "  " اسمعْ ، في حالة حدوث أمرٍ ما أريدك أ...

اللحظة المناسبة

* هذه هي اللحظة المناسبة للتفاوض مع الظلام ، وهذا هراء بالطبع فلا أعرف متى هي اللحظة المناسبة ، بيد أنَّ حاجةَ اختيار اللحظة تأتي بعبثية صرفة فتجعلها مناسبةً، غصباً. التفاوض مع الظلمة أمرٌ لا مفرَّ منه قبل إغماض عينيك في دعوةٍ مفتوحة للرفيق القلق . تفتح الباب قليلا ليتفضل دون حرج ، تتحاشى النظر إليه لسوابق مخجلة بينك و بينه تدفعه للفرار متى التقت عيناكما . يدخل أو أنك تتوهم دخوله كضيف في حفلة أغراب يتخذ زاوية و يرتقب بصمت ، وقوفه اللا مبالي يُخيَّل لك أنه لا يلتفت لكلِّ صغيرة تحدث؛ عصرا ت قلبك ، هروب و انحباس أنفاسك ، نفرة الخيل في إسطبل ذهنك ، قبضة عضلات ظنبوب رجلك اليسرى ، انتحابات عرق النسا ، انهيار سياق القصيدة في بالك ، ترددات شهوتك . كلهم يحدثون ، وهو في انتباهة سحليَّة . فقط منتبه و يراقب شخصاً لا يكاد ينهي كوباً إلا أردفه بآخر . متأكد أن الشخصين يعرفان بعضهما جيدا ، معرفة من يجتمعان في مكان واحد بدون تخطيط لكن الخطة تنفذ بينهما كما تفعل حربة قدر مطرورة. و( قمت آتهايق) مثل محمد بن مسلم في سوق الثلاثا حتى أرى جيدا .《 مرحبا》 حيَّى بلا كلفة بينكما على عكس ص...

عن اختلال العالم

  عن كتاب  اختلال العالم لأمين معلوف .    في روايات (أمين معلوف) سحرٌ وقيدٌ لم يزل في سطور كتابه " اختلال العالم " و الذي يقدم فيه رؤيته للأسباب المخلة بسيرورة هذا العالم نحو مجتمع معولم حُرِّ وديموقراطي كريم ، تحتل الثقافة والمعرفة و الفنون فيه المدرج الأول من السلم التعاملي و تتحد فيه الحضارات و القيم في بوتقة إنسانية جامعة . و تسمع صوت ( أمين معلوف) في الكتاب مرةً كواعظ و أخرى كقارئ استشرافي و تارةً كاستشراقي ذي منابت عربية تمكن من استعياب حضارتيه على حد تعبيره .  لقد كرهت ( معلوف ) بقدر ما أحببته في هذا الكتاب ؛ كرهته في نظرته " الواقعية !" لأمريكا كدولة عظمى وجب التسليم بذلك بشكل متخاذل يائس متضمنٍ القنوط عن مقاومتها و متمنياً عليها التغير والتبدل و تحمل مسؤولياتها تجاه العالم ، فانتخاب الرئيس الأمريكي لديه يمثل انتخاب رئيس العالم ، و بقدر ما يحمل هذا التصور شيئاً لا بأس به من الحقيقة إلا أنه ؛ قنوط المهزوم و حيرة الذات ؛ التي حمَّلَها العالم العربي- الإسلامي في مطاوي حديثه . هذا العالم المكسِّر الأجنحة والذي يراه خفَّ مسرعاً إلى " ...

الدماء الخضر .. لشهداء الأحساء .

  الِدماءُ الخضر .. ثمانية شهداء قضوا غدراً بعد خروجهم من المأتم الحسيني في قرية (  الدالوة )  فتوضأ النور من دمائهم . إلى الأحساء .. إلينا ..  الدَمُ الأخَضَرُ الرُؤَى والشَهَيدُ  بِهِمَا الحَقُّ فَجْرُهُ مَشْهُودُ  حَضَنَتْهُ ( الأَحْسَاءُ ) فَابْتَهَلَ النَّخَلُ وغنَّى فُؤَادُها المَفْؤُودُ  هَكَذَا الحُبُّ ؛  مِنْ  هَدَيرِ الشهَادِاتِ يُدَوّيْ فَيَسْتَفِيقُ الوُجُودُ  فِإذَا جَاعَ غَادِرٌ وارْتَدَتْهُ شَهْوَةُ النَّارِ والظَلاَمُ الأَبِيدُ  أطْفَأتَهُ الأَلْحَانُ مِنْ شُهَدَاءٍ بِمَقَامِ الحُسَينِ كَانَتْ تُعِيدُ - يَا زَمَانَ الَّلظَى لَنَا كَلَّ يَومٍ صَخْرَةٌ مِنْكِ فِي الطَرَيقِ كَؤُودُ  بَاكَرَتْنَا خَوَارِجٌ تَحْسَبُ التَقْتِيلَ أحْلَى مِمِّا أتَى التَوحِيدُ ! وَيَرَونَ السَمَاءَ مُلْكَاً لَهُمْ حَصْرَاً  فَهَذَا يُؤْوَى وَ ذَا مَطْرُودُ  ثُمَّ لَمْ يَكْتَفُوا فَصَالُوا عَلَى المُسْلِمِ   وَ( القُدْسُ) دَونَهُمْ مَكْد...

فكرة الفن كحالة ثورية ..

فكرةُ الفنِّ كحالةٍ ثَوريِّةٍ  لدى مدرسة فرانكفورت الفلسفية.   كان االعقلُ ، في لحظات تأسيسه المفهومي في الحقبة الأنواريِّة الأوروبية ؛ الزورقَ الأخيرَ لتحريرِ الإنسان من براثن الأسطورة وهيمنتها كما تصورته الوضعية الغربية ، فبعد أن كان يقفُ وقفةَ المرتابِ أمامَ كلِّ ما لا يُمكن اعتبارُهُ ذا معنىً حِسِّيٍ ، كالمجردات متمثلةً في القيم والحالةِ الجَماليِّة ، حتى تحول إلى أداة خاضعة مثل الطبيعة التي سعى للسيطرة عليها ، فالمعرفة ونتائجها من التكنولوجيا التي كانت يسخرها ذلك العقل للتسلط على الطبيعة وإخضاعها لمنافعه تجاوزت ذلك للتحكم والتسلط على الإنسان نفسه التي يُفترض بها أن تحرره ، وهذا ما اصطلح عليه بـ(العقلانية الأداتية) لدى فلاسفة وسيسولوجييْ مدرسة فرانكفورت الألمانية . وُجِّهَ هذا التحليل من الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت  للمجتمعات الغربية نقداً للمآلات التي تحولت إليها إبَّان الحرب العالمية الثانية مع صعود النُظُم الفاشية والنازية آنذاك ومع تشيئ الإنسان من الرأسمالية لاحقاً ، و في ذلك المناخ السياسي المحقون بالرعب والإرهاب حاول ( ثيودور أدورنو ) و ( ماركوز...