الِدماءُ الخضر ..
ثمانية شهداء قضوا غدراً بعد خروجهم من المأتم الحسيني في قرية ( الدالوة ) فتوضأ النور من دمائهم .
إلى الأحساء .. إلينا ..
الدَمُ الأخَضَرُ الرُؤَى
والشَهَيدُ
بِهِمَا الحَقُّ فَجْرُهُ مَشْهُودُ
حَضَنَتْهُ ( الأَحْسَاءُ )
فَابْتَهَلَ النَّخَلُ وغنَّى فُؤَادُها المَفْؤُودُ
هَكَذَا الحُبُّ ؛
مِنْ هَدَيرِ الشهَادِاتِ يُدَوّيْ
فَيَسْتَفِيقُ الوُجُودُ
فِإذَا جَاعَ غَادِرٌ وارْتَدَتْهُ
شَهْوَةُ النَّارِ والظَلاَمُ الأَبِيدُ
أطْفَأتَهُ الأَلْحَانُ مِنْ شُهَدَاءٍ
بِمَقَامِ الحُسَينِ كَانَتْ تُعِيدُ
-
يَا زَمَانَ الَّلظَى لَنَا كَلَّ يَومٍ
صَخْرَةٌ مِنْكِ فِي الطَرَيقِ كَؤُودُ
بَاكَرَتْنَا خَوَارِجٌ تَحْسَبُ التَقْتِيلَ
أحْلَى مِمِّا أتَى التَوحِيدُ !
وَيَرَونَ السَمَاءَ مُلْكَاً لَهُمْ حَصْرَاً
فَهَذَا يُؤْوَى وَ ذَا مَطْرُودُ
ثُمَّ لَمْ يَكْتَفُوا
فَصَالُوا عَلَى المُسْلِمِ
وَ( القُدْسُ) دَونَهُمْ مَكْدُودُ !
كَيفَ جَاؤا ؟
فِي أَيْ مَغْرَسِ شُؤْمٍ
أنبَتَتْهمْ ناراً هنُاَكَ الحُقُودُ ؟
نَبِّئُوهُمْ بِأَنَّ ظِلَّ أَبِيْ الَأْحْرَارِ
بَاقٍ وَ دُونَهُ المَوتُ عِيدُ
وَ بِأَنَّ التَوحَيدَ تَفْرَعُ عَنْهُ وُحْدَةُ الكِلْمِةِ الَّتِي لا تَمَيدُ
خَسِئَتْ حَيَّةٌ فَلا يَفْتِنُ النَّخْلَ
لَيَحْنِيْ هَاماَتِهِ تَهْدِيدُ
وَ سَيَبْقَى الحُسَينُ ، قَامَةَ شَمْسٍ، سَرْمَدِيَّاً ،
وَلِلْهَوَانِ يَزِيدُ ..
-
يَا لِصُبْحٍ تَتَبَّعَتُهُ مَآقِينَا
حَيارَى وكِدْنَ حَتَّى الكُبُودُ
فَمَدَدْنَا كَفُوفَنَا نلمسُ الصُبْحَ
ولَمْ نَدْرِ أَنَّهُ الَمْرصُودُ
فَرَمَتُهُ قَوسُ الَّليَالِي
كَمَا تَرْمِيْ جِمَارٌ شَرَارَهَا وَ تَكَيدُ
فَهَوَى مِثْلَمَا ( أَبِي الفَضْلِ) أَرْدَى
ظَهْرَهُ فِي الطُفُوفِ غَدْرَاً عَمَودُ
فَارْتَمَينَا بَعْضَاً؛ يَلُومُ سَجَاياَنَا
بِبَعْضٍ ؛ فِي شِلْوِهِ تَقْدَيدُ
أَتَرَاهم ؟
وَنَحْنَ تَقْسِمُنَا العَتْمَةُ شِقِّينِ ؛ مُوْقَدٌ و جَلَيدُ
و لَهَا مِنْ كَلامِهِم مَا خَضَيلٌ
وَ لَنَا مِنْ مَلامِهِمْ مَا خَضَيدُ
ثُمَّ يَسْتَمْطِرُونَ مِنْ مُقْفِرِ
البَطْحَاءِ غُصْنَاً يَزِينُهُ عُنْقُودُ !
فِيْ صَحَارٍ كَأَنَّهَا أَوطَانٌ
وَ حِصَارٍ يُقَالُ : هَذَا حُدُودُ !
-
يَا أَساَناَ ، لَمَّا نُجِدْكَ
فَفِي العَينِ قَذَىً جَاثُمّ وَ دَمْعٌ وَقَيدُ ..
كَيفَ نَأْسَى وَلَمْ يَزَلْ مِنْ سُرَانَا
جُرْحنا نَاغِرٌ وَ لَا تَضْمِيدُ ؟
قَدْ ظَنَّنَا بِأَنَّ مَدْمَعَنَا ؛ سَيْفٌ
وَ تَنْحَابَنَا ؛ فَتىً صِنْدِيدُ !
وَ نَقَولُ السَمَاءُ قَبْضَتُهَا مَعْنَا
فَلَا بُدَّ حَقَّنَا سَتُعِيدُ !
فَتَرَكَنَا اليُنْبُوعَ كُنَّا عَلِيهِ
أنْ لدى آخِرَ الطَرَيقِ وُعُودُ !؟
كُلَّمَا يَشْهَرُ الحُسَينُ صَبَاحَاً
لِرُؤَانَا تَعَاجَلَتُهُ الغُمُودُ
-
ألشَهَيدُ الشَهَيدُ فِيْ دَمِهِ
النُورُ يُصَلِّي و تَسْتَعِدُّ الرُعُودُ
هُو فِي لَمَحةٍ يَجِيءُ .. يَمُورُ الوَرْدُ
في خَطْوِهُ … وَ تَنْمُو عُهُودُ
هُو أَوفَى مِنْ أَنْ يَمَوتَ .. هُوَ
السِرُّ وَرَاءَ الحَيَاةِ .. وَ هْوَ الخُلُودُ
وَ إِذَا امْتَدَّ بِالحُسَينِ جَلَالَاً
فِي جَمَالٍ فَمَا لَهُ تَقْلَيدُ
وَهْيَ هَذِيْ الطُّفُوفُ تَخْتَصِرُ المَعَنَى
ابتكاراً فيبدع التغريدُ
غَيرَ أَنَّا هُنَا تُشَقِّقُنَا البِيدُ
لِنَنْأَى مِنْ دُونِهَا أَو نَبَيدُ
لا نَبَيٌّ فِي الَأرْضِ نَسْأَلُهُ عَنْهَا
فَقَدْ ضَاق رَحْبُهَا المَمْدُودُ ..
لَمْ تُجِدْ جَمْعَنَا الأَرَضُونَ لَكِنْ
أََ تُرَى بَعْدَهَا السَّمَاءُ تُجِيدُ ؟
٢٠ \ محرم الحرام \ ١٤٣٦
Comments
Post a Comment