Skip to main content

مواعظُ الضلِّيل



 
خُذيْ مَواعظَ ضلِّيلٍ قد انفَرَدَا
أرادَ أن يُغْمِدَ الأشياءَ مُنجرِدَا 

مضى إلى حيثُ لا يُفتِي المدى قَمَراً
و لا نجوماً مضيئاتٍ تكيل هدى

مبللاً بأناشيدٍ ملائكةٍ
عطفاً له حين يمشي مفرداً أحدا


الشعر في فمه نارٌ ممزقةٌ
و الخمر في يده شهدٌ و لا شهدا


يكاد أن يمسك المعنى و طائرهُ 
لولا ضجيجُ مجازٍ جاء محتشدا ..!



 


يمر بين حلوق الريح أغنيةً
لكنه في بطون النهر رجع صدى


يقول: إنَّ هلالَ الليل خنجرُهُ
و الشمسَ بردتُه ما شاءَ مبتردا


و سمرةَ الرملِ من أسلافِهِ أُخذتْ
و البحرَ من قلبِهِ الموَّاجِ لا الزبدا


و حكمةَ الطيرِ من ألحانِهِ انبَّجَسَتْ
و جرأةَ الزورقِ المسحورِ إنْ وَرَدَا


رؤياه لكنَّهُ ما شاءَ يَعْبُرُهَا
إلا تنبَّأَ صدِّيقاً و مدَّ يدا..






غادرتِهِ و خرافُ السحب سائبةٌ
و ناقة الأفق تُرغِي بالضياء سُدَى


و في مآقيه بئرٌ لا دلاءَ لهُ
و بين جنبيه تابوتٌ قد افتُئِدَا


ترميه أيامُه أحجارَ أسئلةٍ
لعينةٍ ، كلما طوَّعنهُ مَرَدَا!


لا زال من خطأٍ داجٍ ،
إلى خطأٍ ضاحٍ
يسير سخينَ الصدر متَّقِدَا ..


مذ خيّطوا فكرة النسيان مزَّقَها
و سار يذكر ، من كلِّ الزمان ، غدا !


2017

Comments

Popular posts from this blog

عن تجربةِ الرجلِ المُعلِّقِ في الهواء ! لإبن سينا

         لا أظن أن أي تجربةٍ فلسفيةٍ ذهنيةٍ نالت من الشهرة ما نالته تجربة رينيه ديكارت المشهورة بالكوجيتو " أنا أفكر ، إذن أنا موجود ". و في هذه التجربة سعى ديكارت من خلالها أن يؤسس لمبدأ غير قابل للدحض أو الشك فيه حتى يكون منطلقاً للتعرف على الوجود من الذات التي لا سبيل إلى نكرانها مهما حذق السفسطائي في التشكيك . لكن هناك تجربةً ذهنية ليست بشهرة تجربة ديكارت وهي تجربة طرحها الشيخ الرئيس ابن سينا المعروفة ببرهان الرجل المعلق في الهواء أو الرجل الطائر.      يُروى أن ابن سينا كان جالساً في سدة درسه وطرح هذه المسألة لطلابه قائلا: لو أنك خلقتَ دفعةً واحدةً و جُردت من المحسوسات والمعقولات بحيث أعضائك وأطرافك لا سبيل إلى تماسها مع أجزائها وكنت معلقاً في الهواء وقد غفلت عن سائر أعضائك فلا تستطيع إبصارها آنذاك، فإنك بلا شكٍ لا تغفل عن ذاتك نفسها.        الإختلاف هنا بين تجربة ديكارت وتجربة ابن سينا يتركز بدايةً في الغاية من كل تجربة على حدى . فغاية ديكارت محصورة  في النظرية المع...

الكلام في مقولة ديكارت الفلسفية .

  الكلام في مقولة ديكارت الفلسفية وغيره . هاتان التعليقتان كانتا ثمرة نقاش ثري في تويتر بين الأستاذ شايع الوقيان  والأستاذ سليمان السلطان والأستاذ أمين الغافلي وكاتب هذه السطور . ولمطالعة الحوار فقد حفظت التغريدات على شكل storify في هذا الرابط .   http://storify.com/Sdqalnemer/story?utm_source=t.co&utm_content=storify-pingback&utm_campaign=&awesm=sfy.co_r9V4&utm_medium=sfy.co-twitter وقد آثرت أن تكون محفوظة في المدونة فقد نعود للإضافة عليها لاحقاً . ثلاث تعليقات نقدية على واقعية الطباطبائي فيما يتعلق بنقد الكوجيتو الديكارتي ستكون آراء المؤلف محمد حسين الطباطبائي ، والذي يشاركه مرتضى مطهري في التأليف من خلال التعليق ، باللون الأحمر. الكتاب المذكور هو " أصول الفلسفة والمنهج الواقعي" .. مع جزيل الشكر لصادق النمر الذي دلنا على الكتاب الذي يستحق القراءة لما فيه من بسط واضح ودقيق للأفكار الفلسفية مع نقد تحليلي عميق لها. والكتاب من أربع عشرة مقالة في مجلدين. التعليق الأول: في المقالة السابعة ، المجلد الثاني، ...

المحاورة بالحيلة ، عن الأغاليط المنطقية .

المحاورة بالحيلة ، كُتَيبٌ مُصوَّرٌعن الأغاليط المنطقية ، ترجمته مؤخراً . تجدونه على هذا الرابط :   https://bookofbadarguments.com/ar/ " و تظهر أهمية هذه المغالطات والجهد المبذول من المدرسة الفلسفية الغربية في تسمية هذه المغالطات أنها تختصر على الفرد الراغب في الإطلاع على المنطق بشكل عام أن يخرج وهو محمل بأثمارٍ يستطيع فوراً استخدامها ، ولا نعني بهذا أن الكتب العربية المدونة في المنطق قد تجاهلت هذا ولكنها في مجملها لم تركز على تسمية أغاليط الحجاج بل قللت من قيمة المجادل من حيثُ هو مجادل ومن باب أن المراء مذموم ، فأخرت فصول الجدل والخطابة والشعر في آخر مصنفاتها المنطقية بعد القضايا والأقيسة ، لأنَّ من يتمرس فيما سبق من القضايا والأقيسة فسوف لن يحتاج للتركيز على الجدل والخطابة إذ ستغدو تحصيلَ حاصلٍ وإن كانوا عَدَّوها من الفنون التي يستعملها السفسطائيون . " - من مقدمة الترجمة ..