عن كتاب اختلال العالم لأمين معلوف . في روايات (أمين معلوف) سحرٌ وقيدٌ لم يزل في سطور كتابه " اختلال العالم " و الذي يقدم فيه رؤيته للأسباب المخلة بسيرورة هذا العالم نحو مجتمع معولم حُرِّ وديموقراطي كريم ، تحتل الثقافة والمعرفة و الفنون فيه المدرج الأول من السلم التعاملي و تتحد فيه الحضارات و القيم في بوتقة إنسانية جامعة . و تسمع صوت ( أمين معلوف) في الكتاب مرةً كواعظ و أخرى كقارئ استشرافي و تارةً كاستشراقي ذي منابت عربية تمكن من استعياب حضارتيه على حد تعبيره . لقد كرهت ( معلوف ) بقدر ما أحببته في هذا الكتاب ؛ كرهته في نظرته " الواقعية !" لأمريكا كدولة عظمى وجب التسليم بذلك بشكل متخاذل يائس متضمنٍ القنوط عن مقاومتها و متمنياً عليها التغير والتبدل و تحمل مسؤولياتها تجاه العالم ، فانتخاب الرئيس الأمريكي لديه يمثل انتخاب رئيس العالم ، و بقدر ما يحمل هذا التصور شيئاً لا بأس به من الحقيقة إلا أنه ؛ قنوط المهزوم و حيرة الذات ؛ التي حمَّلَها العالم العربي- الإسلامي في مطاوي حديثه . هذا العالم المكسِّر الأجنحة والذي يراه خفَّ مسرعاً إلى " ...