فكرةُ الفنِّ كحالةٍ ثَوريِّةٍ لدى مدرسة فرانكفورت الفلسفية. كان االعقلُ ، في لحظات تأسيسه المفهومي في الحقبة الأنواريِّة الأوروبية ؛ الزورقَ الأخيرَ لتحريرِ الإنسان من براثن الأسطورة وهيمنتها كما تصورته الوضعية الغربية ، فبعد أن كان يقفُ وقفةَ المرتابِ أمامَ كلِّ ما لا يُمكن اعتبارُهُ ذا معنىً حِسِّيٍ ، كالمجردات متمثلةً في القيم والحالةِ الجَماليِّة ، حتى تحول إلى أداة خاضعة مثل الطبيعة التي سعى للسيطرة عليها ، فالمعرفة ونتائجها من التكنولوجيا التي كانت يسخرها ذلك العقل للتسلط على الطبيعة وإخضاعها لمنافعه تجاوزت ذلك للتحكم والتسلط على الإنسان نفسه التي يُفترض بها أن تحرره ، وهذا ما اصطلح عليه بـ(العقلانية الأداتية) لدى فلاسفة وسيسولوجييْ مدرسة فرانكفورت الألمانية . وُجِّهَ هذا التحليل من الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت للمجتمعات الغربية نقداً للمآلات التي تحولت إليها إبَّان الحرب العالمية الثانية مع صعود النُظُم الفاشية والنازية آنذاك ومع تشيئ الإنسان من الرأسمالية لاحقاً ، و في ذلك المناخ السياسي المحقون بالرعب والإرهاب حاول ( ثيودور أدورنو ) و ( ماركوز...