آتيه يطفح في ثغري الظمأ
أنا الظمأُ المنسيُّ .. للحسين ..
أتيتكَ مذبوحَ اللحونِ فأحيِني
أوافيكَ مجنوناً فزِدْ في تَجَنُّني
أنا آخِرُ الصَرعَى بعَرصَةِ كربلا
فخذنيَ منِّي إنَّني لا أريدُني
أنا الوَلدُ المَرميُّ في ضَيعةِ الرؤى
وأحْراشِ ظَلماءِ النَوى .. أذكرتَني ؟
أنا صَاحِبُ الصوتِ البَعيدِ ندائُهُ
( تَهدَّجَ ) وقد بُحَّ بالشكوى ، تُراكَ نسيتَني ؟
أنا ذلكَ الموهُومُ في زَيفِ نفسِهِ
تَرَكتُ بقاياي التي ..وتَركتُني !
أنا النَاقةُ العَجْفاءُ لم أدْرِ ما الذي
حملتُ ولا أدري إلى أينَ مَوطِني
أنا الظَمَأُ المنْسِيُّ في الطَفِّ بَاكياً
تَنَسُّكَهُ في مُصْرَعِينَ وضُعَّنِ
أنا .. من أنا ؟ لا شيءَ لولا أضَالعٌ
بقلبٍ تَنَاهى في مَدى الحُبِّ مؤمنِ
تكبدتُ أقْصَى الأرضِ أعبُرُ طولَها
إليكَ بأقْصى ما يُحاولُ مُمكِنِي
فألفَيتُني حيثُ الملائك حوَّمٌ
يُؤدُّونَ أشواقَ السما بِتمعُّنِ
فألقيت آمالي وآلام مهجتي
إلى حيثُ ألقى رحلَهُ كلُّ مُوقِنِ
وقد غبتُ عنِّي لا جهاتَ تدلُّني
وحين اهتَدَى قَلبي إليكَ وجدتُني ..!
..
لماذا وعندي ألفُ ألفِ حكايةٍ
مزوَّقةٍ في لوحِ حسِّي الملوَّنِ
إذا وقفت أطيارُها كي أزُفَّها
تَلاشَت تَلاشِ الشَكِّ بعد تَيَقُنِ ؟
كمن بالأغاني قد تديَّنَ قلبُهُ
ولكنَّ ثغراً منهُ لم يتدَيَّنِ
ولمَّا تَغشَّتْنِي حُميَّاكَ أعْشَبتْ
ضلوعي وصلَّى النورُ في سرِّ معدني
فذبْنا معاً وانداحَ مليونُ عالمٍ
بلا لغةٍ إلا أحاسيسُ فُتَّنِ
سُقيتُ بها حَدَّ الغيابِ فمالَ بي
وجودي إلى ظلٍ لديكَ يُقيلني ..!
.
حَنانيكَ إنِّي في زمانٍ يُريبُني
فيا ليتني لما قُتلتَ أخذتَني
إلى أينَ أمضي والدروبُ حفائرٌ
أحاولُ أن أجتازَها فتجرُّني
ولم أنْتبهْ أنَّ المصابيحَ في يدي
تشرَّبْنَ زَيتَ الليلِ حتى تُضلَّني ..!
وأنَّ دثاري بالمحبَّةِ لم يَكنْ
ليَسترَ عن كرهٍ على شَكْلِ أعيـُنِ
كأنَّكَ لم ترفعْ حساماً يقيمُها
على نَهجِ ذاتِ الحُبِّ بعدَ التَضغُّنِ
فثُرتَ على التاريخ تَفتضُّ عتمةً
تضيء به الإنسان من كلِّ مَكمنِ
فإن تزدِ الدنيا دخاناً تزدْ بها
بخوراً وتَفتحْ أفقَها وتُزيِّنِ
ولكنَّهم كانوا وراكَ تخندَقوا
بليلٍ طويلٍ يطعنُ الشمس مُفتِنِ
يغطِّي سماءاً قد كشَفتَ رحابَها
وفي الأرضِ قد صالوا على دربِكَ السَنِي
أمانَكَ من هذا .. أمانَك إنَّني
هربتُ من الدنيا إليك فضُمَّنِي
كربلاء
في السادس من يناير عام ٢٠١٣
Comments
Post a Comment