الإنتماء / الحجاب .
أنظر إلى الإنتماء هنا بجميع دلالاته مجرداً من غير قشور ليتسع الأفق للتأمل الصرف فيه لمَّا كان علقةً في الإنسان بوجوده غير تاركٍ له حتى بعد موته.
يخرج الإنسان إلى هذا الوجود محاصراً بالإنتماء ، مكاناً وزماناً وعرقاً وديناً وثقافةً ،وكلما أكثرت في العدِّ تعدد ، فيدور تكوينه فيه ولا مهرب له منه إلا إلى غيره ليبدأ قلقه الوجودي .
وربما جنح المنتمي إلى حالة ملائكية ، يظنُّ جناحَ انتماءِهِ الحقيقةَ ذاتَها، يزفُّ بها ولا يُسفُّ حتى إذا انهمرت أشعة الحقيقة الأصيلة أحرقت أجنحته ليهوي ثم يشدَّ قسيه مصوباً نحوها بطبع الإنسان في الذودِ عن انتماءه الذي يحسبه أمه . وهكذا يكون الإنتماء حجاب .
وإنَّ المنتمي يضيق إناءه ويتسع بما هو يوليه فكلما اتسع إناءه كان أدنى إلى احتواء الحقيقة دون أذى وكلما ضاق كان أنأى .
وهذا ليس بالضرورة مانعاً من قبول الإنتماءات الأخرى بما هي انتماءات تعاملاً ، ولا يتم الخلاص من نيره الحاجب / الضيق إلا بالإنتماء الواسع / المفتوح
وقد كنتُ قبْلاً منكراً كلَّ صاحبٍ .. إذا لم يكنْ ديني إلى دينهِ داني
وقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
ِوبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
وليس هذا ذوباناً مع الإنتماءات ولكنه قبول بوجودها مع خصوصية الذات المنتمية وهي مما يستحيل نزعها منه و بالحقِّ الذي وُهبَ لها بمجرد وجودها.
والذي لا جدال فيه الإنتماءُ المشتركُ إلى الإنسانية ، ليضيء السؤال عن كيفية هتك الحجب الإنتمائية للوصول إلى الحقائق حيثما كانت.
٢-
خلعتك يا شيخي هنا ينتهي الوِرْدُ
فسرُّ خلاصي أنَّهُ مسلكٌ فرْدُ
لو فسَّرنا الثورة كتمردٍ على الإنتماء-وهي مما يُفسَّرُ بعدة لِحَاظاتٍ- وجدناها غايةً للخروج من ركود إلى حراك أو من قبول إلى رفض ، أو من انتماء إلى انتماء ، وأجمل ما فيها أنها تنفجر عن إيمانٍ بالإنتقال من جهة إلى جهة أخرى .
فحين تترفع السُتُر القدسية عن الطبيعة الأولى تنكشف المحاسن والعيوب على حدِّ باترٍ ، فإما يظل المنتمي مدافعاً أو يثور مقارعاً :
أقيموا بني أمي صدورَ مطيِّكم .. فإني إلى قومٍ سواكمْ لأميَلُ
والثائر أو الخارج من انتماءه الأول لا يخلو إما أن يخرج برقةِ وثبات أو بانفجار ثوري قاس ، لامتزاجهِ عاطفياً بذلك الإنتماء وبتلك الطبيعة أو ذاك الركود .
القبول بالإنتماء الآخر وهو جهد المقل غاية لا محيد عنها فوق الأرض وهي بمكانة الإعتراف بالوجود وإن كانت مركباً - عمرَ الزمان - سهل التوجيه لصعوبة فصله عن العاطفة حيث وجدا في حاضن واحد .
٣-
هل لنا أن نقول أنَّ الصراع متقدٌ على الإنتماءات ؟ فللإقتصادي أن يتفق مع السياسي على مصلحة والديني مع الدنيوي أيضاً والمذهبي مع المذهبي لنجد أن المنتمي يعود كثيراً إلى ذاته والفوائد العائدة لها حين ينمو غصنه في سواد أو بياض ليرجع إلى البناء على هذا . فالمنتمي إلى الظلام يُصدِّر الظلام والمنتمي إلى النور يُصدِّر النور وهذا يُصدِّقُ أنه كلما اتسع الإناء\الإنتماء كلما كان أقرب للإشتراك مع المنتمين الآخرين في الفائدة والمصلحة وبالنتيجة للحقيقة .
٤-
إذا كان أصلي من ترابٍ فكلُّها .. بلادي ، وكلُّ العالمين أقاربي .
فسرُّ خلاصي أنَّهُ مسلكٌ فرْدُ
لو فسَّرنا الثورة كتمردٍ على الإنتماء-وهي مما يُفسَّرُ بعدة لِحَاظاتٍ- وجدناها غايةً للخروج من ركود إلى حراك أو من قبول إلى رفض ، أو من انتماء إلى انتماء ، وأجمل ما فيها أنها تنفجر عن إيمانٍ بالإنتقال من جهة إلى جهة أخرى .
فحين تترفع السُتُر القدسية عن الطبيعة الأولى تنكشف المحاسن والعيوب على حدِّ باترٍ ، فإما يظل المنتمي مدافعاً أو يثور مقارعاً :
أقيموا بني أمي صدورَ مطيِّكم .. فإني إلى قومٍ سواكمْ لأميَلُ
والثائر أو الخارج من انتماءه الأول لا يخلو إما أن يخرج برقةِ وثبات أو بانفجار ثوري قاس ، لامتزاجهِ عاطفياً بذلك الإنتماء وبتلك الطبيعة أو ذاك الركود .
القبول بالإنتماء الآخر وهو جهد المقل غاية لا محيد عنها فوق الأرض وهي بمكانة الإعتراف بالوجود وإن كانت مركباً - عمرَ الزمان - سهل التوجيه لصعوبة فصله عن العاطفة حيث وجدا في حاضن واحد .
٣-
هل لنا أن نقول أنَّ الصراع متقدٌ على الإنتماءات ؟ فللإقتصادي أن يتفق مع السياسي على مصلحة والديني مع الدنيوي أيضاً والمذهبي مع المذهبي لنجد أن المنتمي يعود كثيراً إلى ذاته والفوائد العائدة لها حين ينمو غصنه في سواد أو بياض ليرجع إلى البناء على هذا . فالمنتمي إلى الظلام يُصدِّر الظلام والمنتمي إلى النور يُصدِّر النور وهذا يُصدِّقُ أنه كلما اتسع الإناء\الإنتماء كلما كان أقرب للإشتراك مع المنتمين الآخرين في الفائدة والمصلحة وبالنتيجة للحقيقة .
٤-
إذا كان أصلي من ترابٍ فكلُّها .. بلادي ، وكلُّ العالمين أقاربي .
Comments
Post a Comment