الإنتماء / الحجاب . أنظر إلى الإنتماء هنا بجميع دلالاته مجرداً من غير قشور ليتسع الأفق للتأمل الصرف فيه لمَّا كان علقةً في الإنسان بوجوده غير تاركٍ له حتى بعد موته. يخرج الإنسان إلى هذا الوجود محاصراً بالإنتماء ، مكاناً وزماناً وعرقاً وديناً وثقافةً ،وكلما أكثرت في العدِّ تعدد ، فيدور تكوينه فيه ولا مهرب له منه إلا إلى غيره ليبدأ قلقه الوجودي . وربما جنح المنتمي إلى حالة ملائكية ، يظنُّ جناحَ انتماءِهِ الحقيقةَ ذاتَها، يزفُّ بها ولا يُسفُّ حتى إذا انهمرت أشعة الحقيقة الأصيلة أحرقت أجنحته ليهوي ثم يشدَّ قسيه مصوباً نحوها بطبع الإنسان في الذودِ عن انتماءه الذي يحسبه أمه . وهكذا يكون الإنتماء حجاب . وإنَّ المنتمي يضيق إناءه ويتسع بما هو يوليه فكلما اتسع إناءه كان أدنى إلى احتواء الحقيقة دون أذى وكلما ضاق كان أنأى . وهذا ليس بالضرورة مانعاً من قبول الإنتماءات الأخرى بما هي انتماءات تعاملاً ، ولا يتم الخلاص من نيره الحاجب / الضيق إلا بالإنتماء الواسع / المفتوح وقد كنتُ قبْلاً منكراً كلَّ صاحبٍ .. إذا لم يكنْ ديني إلى دينهِ داني وقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً...