Skip to main content

Posts

Showing posts from January, 2020

قصتان قصيرتان لماريو بينيدتِّي

الاكتشاف  (جينارو)  و( فيرمن) يعرفان بعضهما منذ أيام الدراسة ، و الآن هما في الأربعينيات . لديهما عادة أن يلتقيا عشيِّات يوم السبت في المقهى المتواضع (هوريزانتي) الكائن مقابل الحديقة .  تحدثا عن ذكريات الطفولة ، الأفلام القديمة المعادة في التلفزيون ، الكتب التي قرآها وتبادلها ، و أحياناً يتحدثان عن مواضيع يعتبرانها وجوديةً ، كالانتحار .  " لا أعتقد أني سأقتل نفسي يوماً " قال جينارو و أضاف " ما الغاية ؟ النهاية قادمة لا محالة دون أن يحاول المرء استفزازها ، ألا تعتقد ذلك ؟ "  " أنا ، على العكس من ذلك " قال فرمين " لا أجرؤ على تهوين ذلك حتماً "  " لكن ، لأي دافع ؟ عذاب ؟ مصاعبُ اقتصادية ؟ مرض ؟ خيبةُ أملٍ من غَرَام ؟ "   " لا . لا شيء من ذلك . لو كنتُ متخذاً هذا القرار في ظهيرةٍ هادئة غامضة لا تقرع فيها أجراس الكنيسة ، فسيكون ذلك محض فضول لمعرفة ماذا سيجيء بعد ذلك . من الممكن أن يكون شيئاً مدهشاً . "  " إن كان أيُّ شيءٍ هناك أصلاً ! "  " اسمعْ ، في حالة حدوث أمرٍ ما أريدك أ...

اللحظة المناسبة

* هذه هي اللحظة المناسبة للتفاوض مع الظلام ، وهذا هراء بالطبع فلا أعرف متى هي اللحظة المناسبة ، بيد أنَّ حاجةَ اختيار اللحظة تأتي بعبثية صرفة فتجعلها مناسبةً، غصباً. التفاوض مع الظلمة أمرٌ لا مفرَّ منه قبل إغماض عينيك في دعوةٍ مفتوحة للرفيق القلق . تفتح الباب قليلا ليتفضل دون حرج ، تتحاشى النظر إليه لسوابق مخجلة بينك و بينه تدفعه للفرار متى التقت عيناكما . يدخل أو أنك تتوهم دخوله كضيف في حفلة أغراب يتخذ زاوية و يرتقب بصمت ، وقوفه اللا مبالي يُخيَّل لك أنه لا يلتفت لكلِّ صغيرة تحدث؛ عصرا ت قلبك ، هروب و انحباس أنفاسك ، نفرة الخيل في إسطبل ذهنك ، قبضة عضلات ظنبوب رجلك اليسرى ، انتحابات عرق النسا ، انهيار سياق القصيدة في بالك ، ترددات شهوتك . كلهم يحدثون ، وهو في انتباهة سحليَّة . فقط منتبه و يراقب شخصاً لا يكاد ينهي كوباً إلا أردفه بآخر . متأكد أن الشخصين يعرفان بعضهما جيدا ، معرفة من يجتمعان في مكان واحد بدون تخطيط لكن الخطة تنفذ بينهما كما تفعل حربة قدر مطرورة. و( قمت آتهايق) مثل محمد بن مسلم في سوق الثلاثا حتى أرى جيدا .《 مرحبا》 حيَّى بلا كلفة بينكما على عكس ص...