مشاهد ثلجية -١ منذ ليلةٍ و الثلج يخطبُ على مدينتي بمنطق الزوبعة ، و الشوارع تسرع لتجمع ثوبَه ، وأسطح البيوت (الكوخية ) تباعد ما بين الجوانح لعناقه ، حتى السيارات ، خشوعاً ، تُوَّطِئُهُ أكتافَها . كم هو غادرٌ هذا الأبيض !! يلبس جبةً بيضاء ويهجمُ !! المدينة ( دنفر ) طَوَتْ مواعيدَها في مُخاتلةٍ للقَدَرِ ليَحْرَفَ الحوادثَ إلى جادِّةِ السلم ولكنه القدر ، هي تختنق من أنفاس الثلج لحظةً بلحظةٍ وليس لديها مُعطِّرُ ملائكيٌّ لتلطيف الأجواء .. - مركز الإطفاء المجاور لشقتي في كل ساعة يندب سيارة تحتفلُ بصخب وهي تعجل إلى لخطبٍ ما ؟ السماء ليست مظلمة ولكنها بنفسجية ولي أن أتحسس عويل الريح في رواقها و هتاف النجوم لمن ينتظرها وهي رهينة الخفاء . أجزم أن هناك يداً خارجية للثلج في إبهات الألوان ، و غلِّها بالبياض الذي هو أبيض الذي هو لا لون له !! ويعجبُهُ أن يحتال على منجمي الأجواء بالتسويف والإطالة في مواعيده وهذه وعدهم باستضافته يوماً حاسماً وليلة ولا أدري هل سيوفي أم أن الشمس تخطط خلف أكمة السحب عليه هو لطيف مفرداً وعنيفٌ مُحتَشِداً مثل البشر . الثلج يفضح المدن في...